إن للعمر أيامه ، وللحياة نهايتها، ولا ندري متى تنقضي أيام العمر ، ومتى تبلغ الحياة نهايتها ، ولكن كلنا يدري أن ذلك لن يطول انتظاره .
فكيف بك إذا بلغت من الحياة النهاية، وانتقلت منها إلى حياتك الأخرى ؟
أتراك ستنتقل إلى حياة أفضل منها أم إلى حياة أشقى وأتعس ؟؟
أخي الحبيب في الله
نحن قوم مسافرون ، والطريق طويلة والعقبات كثر ، فتزود لآخرتك من دنياكولا يلهيكم عن غاياتكم : فتات الطريق ، وبريق الشهوات ، وبهرج المال ، وحلاوة العيش ، فإن ذلك لن يدوم .
فنعيم الدنيا منغص زائل ، لأنها ليست دار الخلود ،إذ السلامة فيها ، ترك ما فيها .
كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
إذا وَقَفَ على قَبــْـر يَبْـكي حتى يبـل لِحْيَتـَــهُ
فقيل له : تـذكُر الجنــة و النــار وَلا تَبكي، و تبكي من هذا !
قـــال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال :
إن القـبـــر أوَّلُ منــازل الآخــرة فـإن نجَــــــا منـه فما بعده أيْسَــرُ منه، وإن لم يَنْجُ منـه فما بعده أشَــدُّ منه
قـــال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما رأيت منظرا قط إلا و القبــر أفظــع منـــه>
( الألباني : حسن) سنن ابن ماجة
خرج علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مع بعض أصحابه
إلى المقبرة ، فلما أشرف على القبور قال : يا أهل القبور أخبرونا عنكم أو نخبركم عنا، أما خبر من عندنا : فإن المال قد اقتسم ، والنساء قد تزوجن ، والمساكن قد سكنها غيركم ، ثم سكت قليلا والتفت إلى أصحابه فقال : أما إنهم لو نطقوا لقالوا : ((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( العبد إذا وضع في قبره ، وتولي وذهب أصحابه ، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟
فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله .
فيقال : انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة )) .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فيراهما جميعا . وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس
فيقال: لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين )) حديث صحيح رواه البخاري
تذكـَّر وُقـُوفـَكَ يَوْمَ العَـرْضِ عُـرْيَـانـَا مُـسْـتـَوْحِـشـًا قـلِـقَ الأَحْـشـَـاءِ حَـيْرَانـَا
والنـَّارُ تَـلْهَـبُ مِـنْ غَـيْـظٍ وَمِنْ حـنقٍ عَـلى العُـصَاةِ وَرَبُّ العَـرْشِ غـَضْـبَانـَا
اقـْـرَأ كِتـَــابَـكَ يـَـا عَــبْـــدُ عَــلى مَهَـــلٍ فـَهَلْ تـَرَى فـيهِ حَـرْفـًا غَـيْـرَ مَا كـَانـَا
فَـلـَمـَّا قـَرَأْتَ وَلَـمْ تُـنْـكـِرْ قـِـرَاءَتـَهُ وَأَقرَرْتَ إِقـْرَارَ مَـنْ عَرَفَ الأشْيَاءَ عِرْفـَانَا
نَادَى الجَليلُ خُذوهُ يَا مَلائِكـَتي وَامْضُـوا بـِعَــبْـدٍ عَـصَـى لـِلنـَّارِ عَــْطـشـَانـَا