بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد لله مميز الخبيث من الطيب ، ومحرز الحديث بنقاده
من الخطأ والكذب ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وأزواجه
ومن له صحب ، صلاةً وسلاما نرجو بهما الاستقامة للنفس والأهل والعقب
من
المعلوم أن شرف العلم بشرف المعلوم، وليس هناك علم أشرف ولا أجل من علم
تعلق بالله وصفاته، فهو يورث المسلم خوفاً وخشيةً وحباً وشوقاً لربه؛
ولمنزلة هذا العلم كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يفتخر به على أصحابه
فيقول: ( إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) رواه البخاري . ويعود فضل هذا
العلم إلى أن الغاية التي خلق الناس من أجلها هي عبادة الله سبحانه،
وعبادته لا تتم إلا بمعرفته، وكلما عظمت معرفة العبد بربه عظمت عبادته له،
فحريٌ بمن أراد ولوج أبواب المعارف والطاعات أن يسلك في سبيل ذلك التفكر في
أسماء الله وصفاته، فهما بابان عظيمان من أبواب العلم بالله سبحانه،
يقربان العبد من ربه، ويعرفانه به .
وتسهيلاً لهذه المعرفة وتقريباً لها
جمعنا هذا المعجم في صفات الله، وحرصنا أن نذكر في هذا المعجم ( معجم
الصفات ) أغلب ما ثبت في الكتاب والسنة، واتفق عليها سلف الأمة، مع ذكر
معاني تلك الصفات التي نص عليها العلماء .
نشرع في سرد الصفات ونبتدأ
بالأولية كون الله هو الأول الذي ليس قبله شيء، ثم نسير وفق حروف المعجم .
(
1 ) الأولية: وهي أول صفاته – سبحانه - التي نقدمها على غيرها ثم نتبع بعد
ترتيب المعجم: وهي صفة ذاتية لله - عز وجل - مأخوذة من اسمه الأول الوارد
في قوله تعالى:{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن }( الحديد:3) والوارد في
قوله – صلى الله عليه وسلم -: ( ..اللهم أنت الأوَّل؛ فليس قبلك شيء.. )
رواه مسلم . وتعني صفة الأولية: أولية الله على كل ما سواه، فمهما تصور
الإنسان موجوداً قديما فالله أقدم منها، ولا يعني هذا الأولية النسبية بل
هي أولية مطلقة، فهو الأول بإطلاق فلم يسبقه عدم البتة.
(2) الأحدية:
وهي صفة مأخوذة من اسمه الأحد، الوارد في قوله تعالى:{ قل هو الله أحد
}(الإخلاص:1)، والوارد في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة - رضي الله
عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال فيما يرويه عن ربه: ( كذبني
بن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فقوله:
لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته، وأما شتمه إياي
فقوله: اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفأ
أحد ) رواه البخاري ومعنى صفة الأحدية تفرد الله عن كل خلقه لا شيء مثله
ولا نظير له ولا مثيل ولا شبيه، فهو المتفرد حقاً والواحد صدقاً .
( 3 )
الإحسان: وهي صفة من صفات الفعل وهي ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى:{
الذي أحسن كل شيء خلقه }(السجدة:7) وقال أيضاً:{وصوركم فأحسن صوركم
}(غافر:64) وقال - صلى الله عليه وسلم - (إذا حكمتم؛ فاعدلوا، وإذا قتلتم؛
فأحسنوا؛ فإن الله مُحْسِنٌ يحب الإحسان ) رواه الطبراني . ومعنى الإحسان
التفضل والاتقان، وهذان المعنيان لله الغاية منهما فالله هو المتفضل حقا
فهو الذي خلق ورزق وأعطى، وهو الذي يجزي المحسنين بأفضل مما قدموا وأعطوا،
فهو يجزي على الحسنة بعشر أمثالها، ولا يجزي على السيئة إلا بمثلها، والله
هو المتقن صدقاً فلا يعمل عملاً إلا كان في غاية الإتقان والإحكام، فانظر
إلى خلق الإنسان والحيوان والسموات والأرض تجد إتقان خلقها جلياً وواضحاً،
ويدل دلالة واضحة على عظمة الخالق وحكمته وإتقانه .
( 4 ) الإحياء: وهي
صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن
الإنسان لكفور }(الحج:66) ومن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه
عند استيقاظه من النوم: ( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور
). رواه البخاري وفي معناه يقول الإمام البيهقي في ( الاعتقاد )( ص 62):"
المحيي: هو الذي يحيي النطفة الميتة، فيخرج منها النسمة الحية، ويحي
الأجسام البالية بإعادة الأرواح إليها عند البعث، ويحيي القلوب بنور
المعرفة، ويحيي الأرض بعد موتها؛ بإنزال الغيث، وإنبات الرزق ".
( 5 )
الإرادة: وهي صفة ذات دليلها قوله تعالى:{ إن الله يحكم ما يريد
}(المائدة:1) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إذا أراد الله بقوم عذاباً؛
أصاب العذاب من كان فيهم ثم بُعثوا على أعمالهم ) رواه مسلم . ومعنى صفة
الإرادة إثبات القصد لله في كل ما يفعله، ففعله سبحانه صادر عن إرادته،
وإرادته نافذة في كل خلقه، فما أراد الله شيئا إلا قال له كن فكان { بديع
السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117 ).
(
6 ) الاستواء على العرش، وهو صفة فعلية خبرية، ثابتة لله تعالى بدليل
الكتاب والسنة، قال تعالى: { الرحمن على العرش استوى }( طه:5 )،وقال
تعالى:{ ثم استوى على العرش }(الأعراف:54) وقال - صلى الله عليه وسلم - (
إن الله خلق السماوات والأرضين وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على
العرش.. ) رواه النسائي في ( التفسير ) ومعنى الاستواء علو الله على خلقه
وارتفاعه على عرشه من غير تكييف ولا تمثيل .
( 7 ) الإلهية: وهي صفة
ثابتة لله عز وجل ومأخوذة من اسميه ( الله ) و ( الإله ) وهما اسمان ثابتان
في مواضع عديدة من الكتاب والسنة، قال تعالى: { وهو الله لا إله إلا هو له
}(القصص:70 ) ومعنى الإلهية تفرده سبحانه باستحقاق العبادة وحده فلا يعبد
إلا هو، ولا يخضع إلا له، وهو المألوه الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه .
(
8 ) الانتقام: وهي صفة من صفات فعله تعالى بالكافرين والمعتدين
والمتجبرين،قال تعالى: { إنا من المجرمين منتقمون }(السجدة:22) والانتقام
صفة من تجليات العدل الإلهي الذي يجري على المجرمين إما في الدنيا أو في
الآخرة على حسب مقتضى حكمته سبحانه، قال تعالى: { ولا تحسبن الله غافلا عما
يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار }(إبراهيم:42) .
( 9 )
الباطنية: وهي صفة من صفات الله تعالى مأخوذة من اسمه ( الباطن ) الوارد
في قوله تعالى:{ هو الأول والآخر والظاهر والباطن }(الحديد:3 ) والوارد في
دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت
الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك
شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ) رواه مسلم ومعنى صفة الباطنية:
احتجاب الله عن الخلق في الدنيا فلا يرونه ولا يحسونه .
( 10 ) الإبداع
وهي صفة فعل مأخوذة من قوله تعالى: { بديع السموات والأرض }(البقرة: 117)،
ومن قوله في الحديث: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت وحدك،
لا شريك لك، المـنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام ) رواه
الترمذي وأبو داود وغيرهما، ومعنى صفة الإبداع أي الخلق والاختراع على غير
مثال سابق مع كون خلقه غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع، والنظام
العجيب المحكم .
( 11 ) البِرُّ : وهي صفة لله ثابتة مأخوذة من اسمه
تعالى البَّر الوارد في قوله تعالى: { إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البَرُّ
الرحيم }(الطور: 28 ) ومعنى صفة البر أي: الرفق فهو – سبحانه - الرفيق
بعباده يريد بهم اليسر، ولا يريد بهم العسر، ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا
يؤاخذهم بجميع جناياتهم، ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها، ولا يجزيهم بالسيئة
إلا مثلها، ويكتب لهم الهمَّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهَمَّ بالسيئة .
(
12 ) البركة: وهي صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى: { رحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت }(هود:73)، وقال تعالى:{ تبارك الذي بيده الملك
}(الملك: 1 ) وفي مخاطبة أيوب - عليه السلام – ربه بقوله: ( لا غنى بي عن
بركتك ) رواه البخاري . ومعنى صفة البركة كثرة خيره، وعظيم منه، وواسع
عطاءه، فهو يغدق على عباده أنواع الخيرات والمنافع من غير فائدة تعود إليه
منهم .
( 13 ) البسط والقبض وهما صفتان ثابتان لله مأخوذتان من قوله
تعالى:{ والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون }( البقرة: 245 ) ومعنى هاتين
الصفتين أن الله يضيق الرزق بقبضه عمَّن يشاء من خلقه، ويوسِّع الرزق على
من يشاء لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه .
( 14 ) البصر: صفة لله مأخوذة
من اسم الله "البصير" الوارد في آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى:{ ليس
كمثله شيء وهو السميع البصير }(الشورى:11) ومن الأحاديث قوله - عليه الصلاة
والسلام -: ( يا أيها الناس! أربعــوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمَّ
ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بَصيراً ) رواه البخاري ومعنى صفة البصر أن
الله يرى كل مرئي مهما عظم أو دق فلا يحتجب عنه شيء.
( 15 ) البقاء: صفة
لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27
) ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالبقاء الدائم الذي لا يلحقه عدم ولا
فناء .
( 16 ) التشريع: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ شرع لكم من
الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك }(الشورى: 13) ومعنى هذه الصفة أن
الله هو الذي يبين للناس ما يحل لهم فيأتوه، وما يحرم عليه فيجتنبوه، وما
يباح لهم فيكون لهم الخيار في فعله أو تركه .
( 17 ) التقديم والتأخير:
وهما صفتان لله مأخوذتان من قوله - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: ( اللهم
اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم وأنت
المؤخر، وأنت على كل شيء قدير ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين الصفتين أن
الله هو الذي ينزل الأشياء منازلها، فيقدم ما يشاء فضلاً ويؤخر ما يشاء
عدلا، ويرفع من يشاء، ويذل من يشاء، لا مقدم لما أخر ، ولا مؤخر لما قدم .
(
14 ) التَّوب: صفة لله مأخوذة من اسمه التواب، الوارد في قوله تعالى: {
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم }(البقرة: 37 ) وفي
قوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها؛ تابَ
الله عليه ) رواه مسلم وقوله أيضا: ( لو أنَّ لابن آدم وادياً من ذهب؛ أحب
أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوبُ الله على من تاب )
رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة ( التوب ) أي الذي يتفضل على عباده
فيوفقهم للتوبة بالإقلاع عن ذنوبهم، ثم يقبل منهم توبتهم، ويجزيهم عليها،
ويبدل سيئاتهم التي تابوا منها حسنات .
( 15 ) الجبروت: صفة لله مأخوذة
من اسمه الجبار، الوارد في قوله تعالى: { العزيز الجبار المتكبر }(الحشر:
23) والوارد في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( سبحان ذي الجبروت
والملكوت والكبرياء والعظمة ) رواه أبو داودوالنسائي . ومعنى هذه الصفة: أن
الله سبحانه متصف بالتعالي والقهر فهو سبحانه فوق كل شيء وليس فوقه شيء،
وهو سبحانه الذي قهر العباد بأمره الكوني فلا يخرج أحد عن سلطانه، فهو الذي
يحيي ويميت، ويرزق ويفقر، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء في خلقه لا راد لأمره،
ولا ناقض لقضائه .
(16) الجلال: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ ويبقى
وجه ربك ذو الجلال والإكرام }(الرحمن:27)، ومأخوذة أيضاً من قول النبي -
صلى الله عليه وسلم -: ( يقول - أي الله -: وعزَّتي وجلالي وكبريائي
وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله ) رواه البخاري ومعنى هذه
الصفة أن الله متصف بالغاية من عظم القدر والرفعة والشرف والسؤدد .
( 17
) الجمال: صفة لله مأخوذة من اسمه الجميل، الوارد في قوله - صلى الله عليه
وسلم - : ( إن الله جميل يحب الجمال ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة أن الله
له الحسن المطلق والجمال المتفرد الذي لا يشبهه أحد فيه، ويكفي لبيان جمال
الله أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم، وأفانين اللذات والسرور
التي لا يُقدر قدرها، إذا رأوا ربهم، وتمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم؛ نسوا
كل ما هم فيه، واضمحل عندهم هذا النعيم، وودوا لو تدوم لهم هذه الحال، ولم
يكن شيء أحب إليهم من الاستغراق في شهود هذا الجمال، واكتسبوا من جماله
ونوره سبحانه جمالاً إلى جمالهم، وبقوا في شوق دائم إلى رؤيته، حتى إنهم
يفرحون بيوم رؤية الله فرحاً تكاد تطير له القلوب .
( 18 ) الجود: صفة
لله مأخوذة من اسمه الجواد، الوارد في قوله - صلى الله عليه وسلم - ( إن
الله جواد يحب الجود ) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة اتصاف الله بكثرة
العطاء والإحسان فجوده وفضله عم الوجود كله .
( 19 ) الحُكم: صفة لله
مأخوذة من قوله تعالى: { أفغير الله أبتغي حكماً }(الأنعام: 114) ومن قوله
تعالى:{ فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين }(الأعراف:87) وفي
حديث هانئ بن يزيد - رضي الله عنه -؛ أنه لما وفد إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مع قومه؛ سمعهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - فقال: ( إنَّ الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم ) رواه أبو
داود والنسائي . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المشرّع المبين لأحكام الحلال
والحرام، وأن الناس إنما تصدر عن تشريعه وحكمه، فلا يُحلل إلا ما حلله
الله، ولا يُحرّم إلا ما حرمه الله .
( 20 ) الحب: صفة لله مأخوذة من
قوله تعالى: { وأحسنوا إن الله يحب المحسنين }(البقرة: 195 ) وقوله:{ فسوف
يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه }(المائدة:54) وفي الحديث قال - صلى الله
عليه وسلم يوم خيبر -: ( .. لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه،
يُحـبُّ اللهَ ورسولهَ، ويحبُّه اللهُ ورسولـهُُ ) رواه البخـاري، ومسلم .
ومعنى هذه الصفة أن الله يود أولياءه، ويلطف بهم ،ويحسن إليهم، ويتفضل
عليهم بأنواع اللطائف والمنن .
( 21 ) الحسيب: صفة لله مأخوذة من اسمه
الحسيب الوارد في قوله تعالى: { إن الله كان على كل شيء حسيباً }(النساء:86
) والوارد في حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - أنه قال: ( إن كان أحدكم مادحاً لا محالة؛ فليقل: أحسب كذا وكذا -
إن كان يرى أنه كذلك -، وحسيبه الله، ولا يُزكِّى على الله أحداً ) رواه
البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يعلم مقادير الأشياء وأعدادها، فهو
يعلم مقادير ذرات الرمال، وعدد قطر البحار والأمطار، ويعلم عدد ما عمل
الناس من حسنات وسيئات لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء .
( 22 )
الحِفْظُ: صفةٌ لله مأخوذة من اسميه الحافظ والحفيظ الثابتين بالكتاب
والسنة قال تعالى:{ إن ربي على كل شيء حفيظ }(هود: 57 ) وقوله:{ فالله خير
حافظاً وهو أرحم الراحمين }(يوسف:64) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -
المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. احفظ الله يحفظك..
) رواه الترمذي ومعنى هذه الصفة أن الله الحافظ للسموات والأرض وما فيهما
مدة بقائهما فلا تزول ولا تدثر، وهو الذي يحفظ عباده من المهالك والمعاطب
ويقيهم مصارع الشر، ويحفظ على الخلق أعمالهم ، ويحصي عليهم أقوالهم، ويعلم
نياتهم وما تكن صدورهم، فلا تغيب عنه غائبة، ولا تخفى عليه خافية، ويحفظ
أولياءه فيعصمهم عن مواقعة الذنوب، ويحرسهم من مكائد الشيطان، ليسلموا من
شره وفتنته .
( 23 ) الاحتفاء: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى:{ قال سلام
عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً }(مريم: 47 )، ومعنى الاحتفاء أي
المبالغة في الإكرام واللطف والعناية بأمر عبده المؤمن .
( 24 ) الحق:
صفة لله مأخوذة من اسمه الحق قال تعالى:{ ذلك بأن الله هو الحق }(الحج: 6 )
وقال تعالى: { فتعالى الله الملك الحق }(طه: 114 ) وفي حديث ابن عباس -
رضــي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( .. أنت
الحق وقولك الحق ) رواه البخاري ، ومعنى الحق الأمر الثابت الذي لا يسع
إنكاره، ويلزم إثباته والاعتراف به، ووجود الباري عز ذكره أولى ما يجب
الاعتراف به ولا يسع أحد جحوده؛ إذ لا مثبت تظاهرت عليه من الدلائل البينة
الباهرة ما تظاهرت على وجود الباري جل ثناؤه .
( 25 ) الحكمة: صفة لله
مأخوذة من اسمه الحكيم، قال الله عز وجل: { والله عليم حكيم }(النساء: 26 )
وفي الحديث عن مصعب بن سعد ، عن أبيه، قال: جاء إلى رسول الله أعرابي
فقال: علمني كلاما أقوله: قال: ( قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله
أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة
إلا بالله العزيز الحكيم .. ) رواه مسلم ومعنى الحكمة: يشمل القوة والمنع
والعلم والإتقان وكلها في حق الله ثابتة، فالله هو القادر القوي المانع،
وهو العالم حقاً الذي وسع كل شيء علماً، وهو الذي وضع كل شيء موضعه، وهو
الذي خلق الخلق فأحسن خلقه وأتقنه.
( 26 ) الْحِلْمُ: صفة لله ثابتة
مأخوذة من اسمه الحليم، قال تعالى: { والله غني حليم }(البقرة: 263) وقوله:
{ إنه كان حليما غفوراً }(فاطر: 41) وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما –
أنه كان من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - قوله: ( لا إله إلا الله
العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ) رواه البخاري ومسلم .
ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالصفح والأناة مع القدرة على إيقاع العقوبة،
فهو سبحانه لا يستفزه غضب غاضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاص، ولا
يستحق وصف الحلم من صفح عن ضعف، وإنما الحليم هو الصفوح مع القدرة ،
المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة .
( 27 ) الحميد: صفة ثابتة لله بالكتاب
والسنة قال تعالى:{ وإن الله لهو الغني الحميد }(الحج:64) وعلّم النبي –
صلى الله عليه وسلم - الصحابة أن يقولوا في التشهد في الصلاة: ( اللهم صلِّ
على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) ومعنى
هذه الصفة أن الله محمود بكل حال، مشكور في كل وقت وآن، وحمده وشكره لكمال
ذاته وجميل أفعاله، فكل فعله حسن، والخير كله بيديه، والشر ليس إليه، وما
يتوهمه الإنسان شراً من أفعال الله، فذلك راجع إما لسوء فهمه، أو لغفلته عن
غايته، فالبراكين والفيضانات والآلام البشرية كلها خير على اعتبار أنها
مذكرات للناس حتى يرجعوا إلى ربهم، وهي في ذات الوقت مكفرات للخطايا
والسيئات .
( 28 ) الحَنَانُ: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى
معدداً فضائله على نبيه يحيى – عليه السلام - :{ وحناناً من لدنا وزكاةً
وكان تقياً }(مريم:13) وفي الحديث عندما ذكر النبي مواقف القيامة فذكر
الصراط وشفاعة الأنبياء ثم قال: ( ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها،
فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها ) رواه
أحمد ، ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالرحمة والعطف والشفقة على المؤمنين.
(
29 ) الحياء: صفة لله دل عليها الكتاب والسنة قال تعالى: { والله لا
يستحيي من الحق }(الأحزاب: 53)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ ربكم
حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أنَّ يردهما صفراً خائبتين )
رواه الترمذي وآثار هذه الصفة تتمثل في إجابة دعاء المحتاجين، وقبول توبة
التائبين مهما ارتكبوا من ذنوب ومعاص .
( 30 ) الحياة : صفة ثابتة لله
مأخوذة من اسمه الحي، قال تعالى: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم
}(البقرة: 255 ) وفي الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: ( اللهم لك أسلمت، وبك آمنت ..
أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة
أن الله موصوف بالحياة الكاملة التي لا نقص فيها، ولم يسبقها عدم، ولا
يلحقها فناء.
( 31 ) الخِبْرة: صفة لله مأخوذة من اسم الله الخبير، قال
تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:118) وفي حديث
عائشة رضي الله عنها؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم – سألها عن سبب
تتبعها له عندما خرج لزيارة المقابر في البقيع ؟ فقالت: لا شيء . قال: (
لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله
هو العالم بكنه الأشياء وحقائقها، والفرق بين الخبرة والعلم أن العلم قد
يطلق على العلم بالظاهر والباطن في حين أن الخبرة لا تطلق إلا على العلم
بالباطن.
( 32 ) الخَلْق: صفة لله مأخوذة من اسميه "الخالق" و"الخلاق "
قال تعالى: { هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ إن
ربك هو الخلاّق العليم }(الحجر:86) وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله
عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال ( قال الله تعالى: ومن أظلم
ممن ذهب يخلق كَخَلْقي؛فليخلقوا ذرَّة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة )
متفق عليه . ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي اخترع الخلق وأنشأهم وأوجدهم
من العدم.
( 33 ) الخُلَّة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{
واتخذ الله إبراهيم خليلاً }(النساء: 125 ) وفي الحديث: ( ولقد اتخذ الله
صاحبكم خَلِيلاً )؛يعني نفسه - صلى الله عليه وسلم - رواه مسلم ومعنى الخلة
شدة المحبة وصفاء المودة واختص الله إبراهيم ومحمداً – عليهما السلام –
بالخلة لشدة حبه لهما.
( 34 ) الديَّان: صفة لله وردت في حديث عبد الله
بن أنيس - رضي الله عنه - قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: ( ينادي الله العباد.. أنا الملك، أنا الدَيَّان ) رواه أحمد . ومعنى
هذه الصفة أن الله هو الذي يحاسب العباد على أعمالهم، فيجزي المحسنين
إحساناً، والمسيئين ما يستحقونه من عقاب جزاء ذنوبهم.
( 35 ) الرأفة:
صفة لله مأخوذة من اسمه تعالى الرؤوف، الوارد في قوله تعالى: { إن الله
بالناس لرءوف رحيم }(البقرة:143) ومعنى هذه الصفة أن الله عطوف بعباده،
رفيق بهم، شرع لهم ما يقوم بمصالحهم ويكون سبب سعادتهم في الدنيا والآخرة .
(
36 ) التجلي: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { فلما تجلى ربه للجبل جعله
دكا }(الأعراف: 341) وقال تعالى:{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة
}(القيامة: 22 – 23 ) وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أن
أناساً في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم – قالوا: يا رسول الله هل نرى
ربنا يوم القيامة ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ( نعم ) رواه البخاري
ومسلم ومعنى هذه الصفة أن الله يظهر نفسه لأوليائه في الآخرة فيرونه في أرض
المحشر، وفي الجنة، فتكون رؤيتهم له أفضل ما أعطوا على الإطلاق .
( 37
) البصر: صفة لله ورد بها الكتاب والسنة قال تعالى: { إنني معكما أسمع
وأرى }(طه:46) وقال تعالى:{ ألم يعلم بأن الله يرى }(العلق:4)، وقال
تعالى:{ إن الله هو السميع البصير }( غافر: 20 ) ومعنى هذه الصفة أن الله
يرى كل مُبْصَرٍ لا يغيب عنه شيء .
( 38 ) الربوبية: صفة ثابتة لله
مأخوذة من اسمه ( الرب ) قال تعالى: { الحمد لله رب العالمين }(الفاتحة:1)
وفي حديث العباس بن عبد المطلب ، - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - يقول: ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً، وبالإسلام
ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – نبياً ) رواه مسلم . ومعنى صفة
الربوبية أن الله مالك الخلق ومنشؤهم، وصاحب الأمر فيهم، وهو مصلح أمورهم
والقائم على أرزاقهم .
( 39 ) الرحمة: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال
تعالى:{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }(البقرة: 64) وفي
حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -؛قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: ( لما خلق الله الخلق،كتب في كتاب،فهو عنده فوق العرش: إنَّ رحمتي
تغلب غضبي ) رواه البخاري ومسلم ، ومعنى هذه الصفة أن الله يعطف على عباده
ويرفق بهم .
( 40 ) الرَّزْقُ: صفة لله مأخوذة من اسمه الرزاق والرازق
قال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات: 58 ) ومأخوذة
من فعله الرَّزْقُ قال تعالى: { والله يرزق من يشاء بغير حساب }( البقرة:
212 ) وفي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: ( إن الله هو المسعِّر القابض الباسط الرَّازق .. ) رواه أحمد
ومعنى هذه الصفة أن الله هو المتكفل بالرزق، والقائم على كل نفس بما يقيمها
من قوتها.
( 41 ) الرضا: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ رضي
الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم }(المائدة:119 ) وفي حديث عائشة -
رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه: (
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك ) رواه مسلم . ومعنى
هذه الصفة أن الله يقبل المؤمنين، ويُسَرُّ بهم وبأعمالهم، ويجازيهم بأحسن
ما كانوا يعملون.
( 42 ) الرفق: صفة لله مأخوذة من اسم "الرفيق" الوارد
في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( إنَّ الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله
) رواه البخاري ومسلم . والوارد أيضاً في قوله – صلى الله عليه وسلم -: (
اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فَشَقَّ عليهم،فاشقُقْ عليه، ومن ولي من
أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم،فارفق به ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله
لطيف بعباده يرفق بهم، فهو خالقهم ورازقهم، وإذا عصوه دعاهم إلى التوبة
ولم يعجل عليهم.
( 43 ) الرِّقابة: صفة لله مأخوذة من اسمه الرقيب، قال
تعالى: { إن الله كان عليكم رقيبا }(النساء:1 )، ومعنى هذه الصفة أن الله
لا يغفل عما خلق، فيلحقه نقص أو يدخل عليه خلل، وهذه الصفة راجعة إلى العلم
والسمع والبصر؛فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة
النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب
للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام؛فهو سبحانه رقيب عليها بهذه
الصفات، لا يخرج شيء عن علمه وسمعه وبصره .
( 44 ) السِّتر: صفة ثابتة
لله بالسنة الصحيحة فعن يعلى بن أمية - رضي الله عنـه – عن النبي - صلى
الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله عَزَّ وجَلَّ حليـم، حيي، سِتِّير،
يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم؛فليستتر ) رواه أبو داود ، والنسائي،
وأحمد وعن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه
قال: ( لا يستر الله على عبد في الدنيا،إلا ستره الله يوم القيامة ). رواه
مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله يستر عباده فلا يفضحهم بما ارتكبوا من
معاص وسيئات، وستره – سبحانه - على لا يقتصر على الدنيا، بل من ستره في
الدنيا ستره في الآخرة وغفر ذنوبه .
( 45 ) سرعة الحساب: صفة ثابتة لله
مأخوذة من اسمه "سريع الحساب" قال تعالى:{ والله سريع الحساب }(البقرة: 202
) وقوله:{ فإن الله سريع الحساب }(آل عمران:19) وقال – صلى الله عليه وسلم
– في دعائه على الكفار في غزوة الأحزاب: ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب
اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) متفق عليه . وهذه الصفة تتضمن
معنيين: الأول سرعة الإحصاء فهو سبحانه يحصي أعمال عباده بغير تكلف ولا
مشقة بخلاف ما عليه أمر الخلق إذ لا يستطيعون ذلك إلا بجهد وإعمال فكر،
والثاني: المجازاة، فهو سبحانه يجزي كل ذي عمل بما يستحق، لا يتأخر في ذلك،
ولا يشغله حساب أحد عن حساب غيره .
( 46 ) السَّلامُ: صفة لله ثابتة
بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس
السلام }(الحشر: 23 )،وعن ثوبان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - أنه كان يدعو الله بقوله: ( اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت
يا ذا الجلال والإكرام ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة أن الله سالم من كل
المعائب ومنها الظلم فالخلق سلموا أن ينالهم منه ظلم أو جور .
( 47 )
السمع: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى:{ إنه هو السميع العليم
}(الأنفال:61) وقال تعالى:{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي
إلى الله }(المجادلة:1)، وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن النبي
وعظ أصحابه في ألا يرفعوا أصواتهم في الدعاء فقال: ( أيها الناس اربعوا –
أرفقوا - على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً
بصيراً ) رواه البخاري ، ومعنى هذه الصفة: أن الله - عز وجل - يسمع أصوات
الخلق على اختلاف لغاتها، وتباين درجاتها، لا يخفى عليه شيء منها.
( 48 )
السؤدد: صفة لله ثابتة في السنة المطهرة في قوله - صلى الله عليه وسلم - (
السيد الله تبارك وتعالى ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله هو
المتصف بكل معاني السؤدد من الملك والشرف والرفعة والنصرة والولاية.
(
49 ) الشفاء: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ وإذا مرضت فهو
يشفين }(الشعراء: 80 ) وعن أبي هريرة وعائشة - رضي الله عنهما - عن النبي -
صلى الله عليه وسلم - أنه كان يعالج أصحابه بهذا الدعاء: ( اللهم رب
الناس! اذهب البأس، واشف أنت الشَّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر
سقماً ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الطبيب حقاً،
والمعالج صدقاً، وما يفعله الناس إنما هي أسباب يتعاطونها، لكن الله هو
الفاعل الحقيقي الذي يبرئ الأسقام، ويزيل الأوجاع .
( 50 ) الشدِّة:
صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { وهو شديد المحال }(الرعد: 13)
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه: ( اللهم اشْدُدْ وطأتك
على مضر ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله متصف بالقوة، فهو –
سبحانه – إذا أخذ الظالم بظلمه أخذه بقوة، وإذا عاقب الكفار عاقبهم بقوة
كما قال سبحانه: { ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }(إبراهيم: 7 ).
(51)
الشُّكر: صفة لله مأخوذة من اسمه الشاكر والشكور، قال تعالى: { فإن الله
شاكر عليم }(البقرة: 158 ) وقال تعالى: { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها
وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً }(الإسراء: 19) وعن أبي هريرة - رضي
الله عنه - في قصة الرجل الذي سقى كلباً، وفيه: ( فشكر الله له ، فغفر له )
رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله يُسَرُّ بالعمل الصالح،
ويثني على صاحبه، ويجزيه بأحسن مما كان يعمل .
(52) الشهيد: صفة ثابتة
لله بالكتاب والسنة قال تعالى: { والله شهيد على ما تعملون }( آل عمران:
98) وقال تعالى:{ إن الله كان على كل شيء شهيداً }(النساء: 33 ) وفي قصة
الرجل من بني إسرائيل الذي اقترض ألف دينار فطلب منه مقرضه أن يأتي بشهداء
فقال: ( كفى بالله شهيداً ) والقصة أخرجها البخاري في صحيحه . ومعنى هذه
الصفة: أن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية، يسمع كل الأصوات،
ويرى كل المدركات، ويعلم كل شيء فلا يغيب عنه شيء.
( 53 ) الصبر: صفة
لله مأخوذة من قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما أحـدٌ أصبر على أذى سمعه
من الله؛ يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم ) رواه البخاري ومعنى هذه
الصفة: أن الله قد يترك العصاة في الدنيا دون عقوبة، ويمهلهم فيها على
كفرهم وفسادهم، وليس هذا فحسب بل ويرزقهم ويعافيهم كي يتوبوا ويرجعوا إليه .
(
54 ) الصِّدْق: صفة لله مأخوذة من قوله تعالى: { ومن أصدق من الله حديثا
}(النساء: 87 ) ومن قوله – صلى الله عليه وسلم - : ( صدق الله وعده ) رواه
البخاري ومعنى هذه الصفة: أن كل أقوال الله صدق، وكل وعوده حق، فلا يتخلف
قوله ولا يُخلف وعده .
( 55 ) الصمدية: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة
قال تعالى:{ قل هو الله أحد الله الصمد }(الإخلاص: 1- 2 ) وقال - صلى الله
عليه وسلم - قال الله في الحديث القدسي: ( .. أنا الأحد الصمد، لم ألد ولم
أولد، ولم يكن لي كفواً أحد ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن الله هو
السيد المطاع الذي بلغ غاية السؤدد، فلجأت الخلائق إليه لقضاء حاجاتها
وسدِّ خلاتها .
( 56 ) الضحك:صفة لله ثابتة بالسنة المطهرة فعن أبي
هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( يضحك
الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة ) رواه البخاري ومسلم
وهذه الصفة: مما استأثر الله بعلم حقيقتها، ويكفينا في معرفتها أن نقول
كما قال الأعرابي:لن نعدم خيراً من رب يضحك .
(57) الطيِّب: صفة لله
ثابتة في السنة المطهرة في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى
الله عليه وسلم - أنه قال: ( أيها الناس! إنَّ الله طَيَّبٌ لا يقبل إلا
طَيَّباً ) رواه مسلم ومعنى هذه الصفة:أن الله منزه عن النقائص، مقدّس عن
الآفات .
( 58 ) العدل: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة قال تعالى: { ولا
يظلم ربك أحداً }(الكهف: 49 ) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ( فمَن يعدل
إذا لم يَعْدِل الله ورسوله ) رواه البخاري ومعنى هذه الصفة: أن الله لا
يجور في حكمه، بل أحكامه كلها حق، لا ظلم فيها بوجه من الوجوه.
( 59 )
العزة: صفة لله مأخوذة من اسمه العزيز، قال تعالى:{ إنك أنت العزيز الحكيم
}(البقرة: 129 ) وقال تعالى:{ وتعز من تشاء وتذل من تشاء }(آل عمران: 26 )
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو
الله بقوله: ( اللهم أعوذ بعِزَّتك )رواه مسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله عز
وجل منيع لا يُغْلَبُ، قويٌ لا يُقْهَرُ .
( 60 ) العطاء والمنع:صفتان
ثابتتان لله في الكتاب والسنة، قال تعالى:{ إنا أعطيناك الكوثر }(الكوثر:1)
وقال تعالى:{ قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى }(طه: 50 ) وعن
المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان يقول عند الانتهاء من صلاته: ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له
الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي
لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد » رواه البخاري ومسلم ومعنى هاتين
الصفتين: أن الله هو المتفضل بالعطاء، فهو يعطي المواهب والنعم لمن يشاء من
عباده بغير حساب، وهو الذي يمنع من عطائه من شاء من عباده، فهو يملك المنع
والعطاء، وليس منعه بخلا منه، لكن منعه حكمة، وعطاؤه جود ورحمة.
( 61 )
العظمة: صفة ثابتة لله مأخوذة من اسمه العظيم، قال تعالى: { وهو العلي
العظيم }(البقرة: 255 ) وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي -
صلى الله عليه وسلم - يقول عند الكرب: ( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا
إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرضين،
ورب العرش الكريم ) متفق عليه . ومعنى هذه الصفة: أن الله له كل معاني
الشرف والرفعة فإن عظيم القوم مالكهم وصاحب الأمر فيهم .
( 62 ) العفو:
صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: { إن الله كان عفواً غفوراً
}(النساء: 43 ) وقال تعالى:{ ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم }(آل
عمران: 155 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي – صلى الله عليه وسلم -
علمها أن تقول ليلة القدر: ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه
الترمذي ومعنى هذه الصفة: أن الله يتجاوز عن خطايا العباد، ويصفح عنهم بمحض
فضله عليهم، أو بتوبتهم ورجوعهم إليه .
( 63 ) العلم: صفة لله ثابتة
بالكتاب والسنة، قال تعالى:{ إن الله كان عليماً حكيماً }(النساء:11) وقال
تعالى:{ عالم الغيب والشهادة }(الأنعام:73) وعن عثمان بن عفان - رضي الله
عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( من قال حين يصبح: بسم
الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
ثلاث مرات لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة
هو أن الله مطلع على كل شيء، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .
(
64 ) العلو: صفة لله ثابتة بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وهو العلي العظيم
}(البقرة: 255 ) وقال تعالى:{ سبح اسم ربك الأعلى }(الأعلى: 1 ) وعن عبد
الرحمن بن قرط أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - ليلة أسري به - سمع
تسبيحاً في السماوات العلى ( سبحان العلي الأعلى ) رواه الطبراني البيهقي
ومعنى هذه الصفة أن الله متصف بالعلو المطلق في ذاته وصفاته وأفعاله فذاته
أعلى الذوات فالله فوق العالم ولا شيء فوقه، وصفاته وأفعاله أعلى الصفات
والأفعال وأرفعها جمالا وحسنا وكمالاً .
( 65) الغضب: صفة لله ثابتة في
الكتاب والسنة، قال تعالى: { وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون
بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق }(البقرة:61 )، وقال تعالى: { ومن
يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له
عذاباً عظيماً }(النساء: 93 ) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوماً
في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله ) رواه
مسلم ومعنى غضب الله سخطه على من خالف أمره .
( 66 ) الغَلَبة: صفة لله
ثابتة في الكتاب والسنة قال تعالى:{ والله غالب على أمره }( يوسف: 21 )
وقال تعالى: { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز }(المجادلة: 21 )
وعن أبي هريرة - رضي الله عنــه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان يقول: ( لا إله إلا الله وحده، أعَزَّ جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب
وحده ) رواه البخاري . ومعنى هذه الصفة أن الله قوي لا يهزم، منصور لا
يغلب، فلا يحاربه أحد إلا هزمه وغلبه.
( 67 ) الغنى: صفة ثابتة لله
بالكتاب والسنة قال تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة }(الأنعام: 133) وعن
عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقول في
دعاء الاستسقاء: ( اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل
علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوةً وبلاغاً إلى حين ) رواه أبو داود
ومعنى هذه الصفة أن الله كامل فلا يحتاج إلى غيره، ولا تشوبه شائبة فقر أو
حاجة، بل الخلق هم من يحتاج إليه .
( 68 ) القدرة: صفة ثابتة لله في
الكتاب والسنة، قال تعالى: { إن الله على كل شيء قدير }(البقرة: 20 ) وعن
عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه
كان يقول: ( أعوذ بعِزَّة الله وقدرته من شر ما أجدُ وأحاذِر ) رواه مسلم
ومعنى هذه الصفة: أن الله له القدرة المطلقة والإرادة النافذة { وإذا قضى
أمراً فإنما يقول له كن فيكون }(البقرة: 117 ).
( 69 ) القُدُّوس: صفة
ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك
القدوس }(الحشر: 23 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: ( سبوح قدوس رب الملائكة
والروح ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الممدوح بالفضائل
والمحاسن على وجه الإطلاق الذي لا يلحقه نقص ولا عيب .
( 70 ) القهر:
صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ وهو القاهر فوق عباده وهو
الحكيم الخبير }(الأنعام:18) ومعنى هذه الصفة أن الله قهر العباد بحكمه
وأخضهم لسلطانه فلا يخرج أحد عن أمره الكوني والقدري .
( 71 ) القوة:
صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { إن ربك هو القوي العزيز
}(هود: 66) وقال تعالى: { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين }(الذاريات:
58 ) ومعنى هذه الصفة: أن الله تام القوة، كامل القدرة، لا يستولي عليه
العجز في حال من الأحوال .
( 72 ) القيّومية: صفة ثابتة لله في الكتاب
والسنة قال تعالى:{ الله لا إله إلا هو الحي القيوم }(البقرة:255) وقال
تعالى: { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت }(الرعد: 33 ) وقال - صلى الله
عليه وسلم -: ( من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب
إليه غفر له وإن كان فر من الزحف ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله
هو القَيِّم بحفظ كل شيء ورزقه وتدبيره وتصريفه .
( 73 ) الكفاية: صفة
ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { أليس الله بكاف عبده }(الزمر: 36 )
وعن أنس - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى
إلى فراشه؛ قال: ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا؛ فكم ممن لا
كافي له ولا مؤوي ) رواه مسلم . ومعنى هذه الصفة: أن الله هو الذي يكفي
عباده جميع ما يحتاجون ويضطرون إليه.
( 74 ) الكبرياء: صفة ثابتة لله في
الكتاب والسنة، قال تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس
السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر }(الحشر: 23 ) وعن أبي هريرة -
رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( قال الله عز
وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في
النار ) رواه أبو داود ومعنى هذه الصفة: أن الله تعالى متصف بغاية العظمة
وقوة السلطان فلا ينازعه أحد في عظمته وقوته إلا قصمه وأهلكه .
( 75 )
الكبير: مأخوذ من الكِبَرِ وهو ضد الصغر، فالله كبير في كل شيء في ذاته
وصفاته، فمهما تصور الإنسان كبيراً فالله أكبر منه، فالله أكبر الذوات
ذاتاً، وأعلاها شرفا ومنزلة، وقد وردت هذه الصفة في قوله تعالى: { وأن الله
هو العلي الكبير }(لقمان:30 ) .
( 76 ) الكرم: صفة ثابتة لله في الكتاب
والسنة قال تعالى: { يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم }(الانفطار: 6 )
وعن سهل بن سعد الساعدي ، - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ( إن الله عز اسمه كريم يحب مكارم الأخلاق ويبغض سفسافها )
رواه الحاكم والبيهقي ومعنى هذه الصفة: أن الله كثير الخير، جواد معط ، لا
ينفد عطاؤه ، ولا ينقطع جوده .
( 77 ) كره المعاصي: قال تعالى: { ولو
أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع
القاعدين }(التوبة: 46 ) وعن المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه - قال سمعت
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال،
وإضاعة المال، وكثرة السؤال ) رواه البخاري ومسلم ومعنى هذه الصفة: أن الله
لا يحب ما يصدر من العباد من الذنوب والمعاصي .
( 78 ) الكفيل: صفة
ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً
}(النحل:19) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي يتكفل بعباده فيحفظهم ويرعاهم
.
( 79 ) الكلام: صفة ثابتة لله بالكتاب والسنة، قال تعالى: { وكلم
الله موسى تكليماً } (النساء: 164 ) وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -
عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( إن الله تبارك وتعالى يقول
لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم ؟
فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا
أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم
رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى هذه الصفة
أن الله يتكلم متى شاء وكيف شاء وبما شاء وكلامه حرف وصوت .
( 80 )
اللُّطف: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { وهو اللطيف الخبير
}( الأنعام: 103 ) وقال تعالى:{ الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي
العزيز }(الشورى: 19 ) وعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي سألها عن أمر
فترددت في إجابته، فقال لها: ( لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ) رواه
النسائي ومعنى هذه الصفة أن الله رحيم بعباده يرفق بهم من حيث لا يعلمون،
وييسر لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون .
( 81 ) المؤمِّن: صفة ثابتة لله
في الكتاب قال تعالى: { السلام المؤمن المهيمن }(الحشر: 23) ومعنى هذه
الصفة أن الله يصدِّق عباده المؤمنين فيما يصدقون فيه من الإيمان والعمل
الصالح، ويؤمنهم من عقوبته وعذابه .
( 82 ) المُبيَِّن: صفة ثابتة لله
في الكتاب قال تعالى: { ويعلمون أن الله هو الحق المبين }(النور:25) ومعنى
هذه الصفة أنَّ الله بين وجوده؛ وذلك في الدنيا من خلال دلائله وآياته
الظاهرة والمنتشرة في خلقه وكونه، وفي الآخرة بما يكشف عن نفسه لعباده
المؤمنين.
( 83 ) المجد: صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{
وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد }(البروج: 14- 15) وقال تعالى:{ إنه
حميد مجيد }(هود:73) وعن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - أنهم قالوا: يا
رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قولوا: (
اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على
محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ) رواه
البخاري . ومعنى هذه الصفة أن الله له الشرف العالي، والكرم الرفيع.
(
84 ) الإحاطة: صفة ثابتة لله في الكتاب قال تعالى:{ والله محيط بالكافرين
}(البقرة: 19 ) وقال تعالى:{ وكان الله بما يعملون محيطا }(النساء: 108)
ومعنى هذه الصفة أن الله عز وجل قوي لا يُغلب، قادر لا يُهزَم، لا تخفى
عليه خافية ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أحاطت قدرته بجميع
المقدورات، وأحاط علمه بجميع المعلومات .
( 85 ) الإحياء والإماتة:
صفتان ثابتان لله في الكتاب والسنة قال تعالى: { كيف تكفرون بالله وكنتم
أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون }(البقرة: 28 ) وعن أنس
بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( لا يتمنين
أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت
الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي ) رواه البخاري ومسلم
ومعنى هاتين الصفتين أن شأن الحياة والموت مما اختص الله به، فلا يهب
الحياة إلا هو، ولا ينتزعها إلا هو .
( 86 ) الإعانة: صفة ثابتة لله في
الكتاب والسنة قال تعالى:{ إياك نعبد وإياك نستعين }(الفاتحة: 5 ) وقال
تعالى:{ والله المستعان على ما تصفون }(يوسف: 18) وعن معاذ بن جبل – رضي
الله عنه – قال: أخذ بيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( إني
لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك ) رواه النسائي وأبو داود . ومعنى هذه الصفة أن الله هو المعين
عباده على القيام بشؤونهم، فيمنحهم القوة لأداء أعمالهم، ويزيل من طريقهم
ما يعوقها ويحول دون تحقيقها .
( 87 ) التصوير: صفة ثابتة لله في الكتاب
قال تعالى:{ هو الله الخالق البارئ المصور }(الحشر: 24 ) وقال تعالى:{ هو
الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم }(آل عمران: 6
) ومعنى هذه الصفة أن الله هو الذي أعطى المخلوقات صورها، وشكلها
بأشكالها، وميز كلاًّ منها بهيئة لتتعارف فيما بينها.
( 88 ) المغفرة:
صفة ثابتة لله في الكتاب والسنة قال تعالى:{ إن الله عزيز غفور }(فاطر: 28)
وقال تعالى: { والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم